jeudi 2 octobre 2014

الكورتيزون.....علاج ساحر ذو حدين

الكورتيزون.....علاج ساحر ذو حدين



ما هي مادة الكورتيزون؟
الكورتيزون مادة تفرز في جسم الانسان من غدة صغيرة (4جم) تلتصق بالكلية ولذلك سميت بالغدة " الجاركلوية " وتفرز هذه الغدة هرمونات اخرى تنظم الاملاح والماء في الجسم، وتفرز ايضا هرمونات جنسية ذكرية وانثوية وموصلات عصبية مثل الأدرينالين والنورأدرنالين. ولكن هناك غدة اخرى موجودة في الدماع تسمى الغدة النخامية تتحكم في عمل غدة الجاركلوية فترسل لها مادة هرمونية تأمرها بإفراز الكورتيزون لزوم القيام بعمليات حيوية في الجسم على مدار الساعة

الكورتيزون يستعمل لعلاج الالتهاب ولكن ما هو الالتهاب؟الالتهاب هو عملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد او تعديل وضع شاذ في الجسم كما تقوم العين بإفراز الدمع لطرد جسم غريب، وكذلك القيء هو عملية دفاعية لطرد السموم من المعدة قبل ان يمتصها الجسم، ولكن احيانا يكون رد الفعل قويا او يستمر مدة طويلة ويؤدي الى مضاعفات خطيرة. وهنا يتم التدخل بإعطاء الدواء اللازم لإيقاف هذه الإعراض. فمثلا لو لسعت نحلة شخصا في يده – أي أنها حقنت في جلده مادة غريبة – أو دخل فيروس في كبد الإنسان فسيقوم الجسم بإعلان حالة طوارئ في تلك المنطقة، وتتنادى الأجسام المناعية ويفرز الهستامين فتتوسع الأوعية الدموية في المنطقة وتمتلئ بالسوائل فتتورم وترتفع فيها درجة الحرارة وقد توضع الحواجز أمام زحف الجسم الغريب وهو ما يدعى بالتليف (وهو تحول الخلايا الحية الى ما يشبه الالياف لا حياة فيها) فان استمر الالتهاب فقد يتلف معظم الكبد مثلا. لذا يجب ايقاف الالتهاب قبل ان يدمر الكبد او الرئتين (كما في الربو) او الكلية وغير ذلك. والالتهاب قد يحدث احيانا ثم يذهب دون الحاجة لإعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية ثم تختفي او يسيل الانف بعض الوقت ثم يتوقف، ولكن هناك اعراض وحالات شديدة كالربو والتهيج الجلدي المؤلم وغير ذلك كثير مما يتطلب معه اعطاء الادوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون.

هل ادوية الكورتيزون متشابهة في التأثير والاستعمال؟
لا طبعا، فأدوية الكورتيزون منها ضعيف القوة ومنها المتوسط ومنها القوي وأخيرا القوي جدا. ومنها ما يعطى خارجيا مثل المراهم والكريمات ومنها الذي يعطى على شكل بخاخات للرئتين والانف ومنها حبوب البلع وهناك الحُقن التي تعطى بالدم

هل للكورتيزون المستعمل خارجيا تأثير عام على الجسم كالحبوب او الحقن؟

ان ادوية الكورتيزون المستخدمة خارجيا او موضعيا هي التي تكون على شكل مراهم او كريمات ذات الاستخدام على سطح الجلد والعين والانف وكذلك بخاخات الرئتين تعتبر استعمالا خارجيا لا يدخل الى الدم كالكورتيزون الذي يعطى عن طريق الفم او الحقن. الا انه قد تمر كمية ضئيلة نسبيا الى الدم عبر الجلد وبذلك تحدث اثارا سمية غير مرغوبة

هل يتساوى ضرر ادوية الكورتيزون المستخدمة خارجيا؟ ام ان هناك ما هو أخف ضررا من الآخر؟

اولا لا يتساوى ضرر أي مستحضر كورتيزوني مع الأخر وذلك لاختلاف انواع ادوية الكورتيزون، فالكورتيزون القوي يحدث آثارا جانبية اكثر والعكس صحيح. كما ان طريقة الاستخدام لها دور كذلك فقد يكون نوع الكورتيزون ضعيفا ولكن إذا استخدم مدة طويلة، او بكميات كبيرة او في اماكن واسعة من سطح الجسم او اماكن جلدية رقيقة مثل الوجه وثنايا الجلد او تم تغطية الجلد المعالج بغطاء غير نفاذ مثل البلاستك فان أثره الجانبي كبير (لذلك يجب عدم استخدامه في حالة التهاب منطقة الحفائظ عند الأطفال). ولهذا يتم اختيار نوع الكورتيزون المناسب حسب الحالة المرضية، فلكل حالة اختيار خاص لنوع الكورتيزون وشكله الصيدلاني مثل ان يكون على شكل مرهم او كريم، فعلاج الصدفية يختلف عن علاج حكة جلدية بسيطة. وتختلف معالجة منطقة الإبط عن علاج منطقة أسفل القدم، والجلد الجاف المتصلب يعالج بمراهم دهنية والجلد الرطب بالكريمات وهكذا. فاذا استخدم الكورتيزون حسب ما وصفه الطبيب او الصيدلي من ناحية الكمية الدوائية وطريقة الاستخدام والمدة المطلوبة فان الضرر يكون اقل ما يكون بإذن الله.

ولكن ما هو الضرر أو الأثر الجانبي لأدوية الكورتيزون؟

كما إن لأدوية الكورتيزون آثارا علاجية ممتازة فان لها آثارا جانبية قد تكون خطيرة احيانا ان لم يلتزم المريض بالتعليمات الازم اتباعها، واكثر ما تظهر عند استعمال ادوية الكورتيزون عن طريق الفم او الحفن او جرعات عالية مدة طويلة، لان ذلك يؤدي إلى تعطيل غدة الجاركلوية عن إفراز الكورتيزون الطبيعي، وقد تحتاج الى اسابيع او شهور حتى تعود الى عملها الطبيعي في افراز الكورتيزون. اما الآثار الجانبية المحتمل حدوثها فهي ارتفاع ضغط العين ومرض السّاد (الكاتاراكت) وهو عتامة عدسة العين، وارتفاع مستوى السكر في الدم ومرض الرثية (الروماتزم)، وتخفيض المناعة، واستدارة الوجه، وتجمع الدهون بين الرقبة والاكتاف (حدبة)، وزيادة العطش والتبول، وآلام في العضلات، وحجز عنصر الصوديوم داخل الجسم مما يؤدي الى زيادة السوائل وتنشأ الوذمة (الاديما) ويرتفع ضغط الدم فيزيد العبء على القلب، كما يطرد عنصر البوتاسيوم مع البول مما يؤدي الى فشل عمل القلب، وقد تسبب اضطراب الدورة الشهرية، كما تسبب تقليل المناعة مما يؤدي الى تأخر التئام الجروح والتجرثم البكتيري والفيروسي والفطري وغير ذلك فيصاب المريض بمرض آخر دون ان يشعر لان الكورتيزون يخفى اعراض التجرثم. كما يؤدي الى ترقق الجلد وظهور الشعيرات الدموية، ويغير البيئة البكتيرية على سطح الجلد مما يؤدي الى نمو جراثيم ضارة كالفطريات.

ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للمريض الذي يعالج بالكورتيزون؟

تعتبر بخاخات الكورتيزون قليلة المخاطر نسبيا اذا استخدمت بشكل صحيح، وان استخدام المراهم او الكريمات لعدة ايام فقط فان شاء الله لا يوجد منه ضرر على الكبار او الاطفال. ولكن هناك ضرر متوقع من استخدام الكورتيزون على هيئة حبوب او حقن فان استخدامها اكثر من ثلاثة اسابيع قد يؤدي إلى توقف غدة الجاركلوية عن الإفراز.

· يمنع الطفل او البالغ من الاحتكاك بمصادر العدوى الجرثومية مثل المستشفيات او الاماكن المزدحمة او ان يتلقى تطعيمات تحتوي على كائنات حية مثل تطعيم شلل الاطفال عن طريق الفم، لان المناعة تقل اثناء تناول الكورتيزون، كما يمنع الاحتكاك بالمصابين بجدري الماء (العنقز) او الهربس او مرض الحصبة لان ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. فإن حصلت العدوى فان المصاب قد يحتاج الى حقن اجسام مناعية.

· ان كنت ممن يعالجون بالكورتيزون مدة طويلة فقد تحتاج الى حمل بطاقة تبين ذلك للآخرين في حالة تعرضك لأمر ما.

· اخبر الطبيب المعالج عن الامراض التي تعاني منها او الادوية التي تتناولها او النباتات الطبية او الوصفات الشعبية التي تتبعها لان ذلك قد يتعارض مع ادوية الكورتيزون وقد يعرضك الى مضاعفات صحية خطيرة

0 التعليقات:

Enregistrer un commentaire