كيف يمكنك إبعاد نفسك من حافة الهاوية المالية واستكمال بناء نموذجٍ أوّليّ للريّ؟
تعمل شركة أنطوان سكيم، "فري" FREE (Free Renewable Electric Energy) للطاقة الكهربائية المتجددة المجانية، منذ عامَين تقريباً في تصميم وتركيب الحلول الخاصّة بالطاقة الشمسية والإضاءة والطاقة، بحيث بات لديها لائحةٌ قويةٌ من عملاء مشاريع الاستشارات في مجال الطاقة في جميع أنحاء لبنان.
بدا أنّ الأمور تسير على ما يرام، حيث عمل الفريق المؤلّف من ستة أشخاصٍ على عدّة مشاريع استشارية في لبنان، وحتّى نهاية عام 2015 كانت الشركة تعمل بشكلٍ فعّال مع وجود مشاريع مختلفة ضمن لائحة الانتظار. وكانت هذه الأخيرة تغطي "قرابة 30% من هدف العام 2016، وهذا كان عظيماً،" بحسب المؤسِّس الذي وظّف المزيد من الأشخاص.
في ذلك الوقت أيضاً من عام 2015، أطلق "رييجو" Riego التي تقدّم منتَجاً للريّ، فبدأت الأمور بالانحدار. عندها راح سكيم يبذل المزيد من الجهد من أجل شركته الناشئة الجديدة، في الوقت الذي كان فيه يسافر كثيراً من وإلى السعودية لمتابعة مشاريع "فري" هناك.
بحلول شهر نيسان/أبريل، راح يواجه مشاكل في السيولة مع "فري"، في حين كان الكثير من المشاريع المقبلة معلّقاً لعدّة أسبابٍ تمنع تنفيذها، ومنها "أسباب تافهة منعتنا من الحصول على السيولة النقدية"، كما يقول.
مواجهة الوحش
قرّر سكيم في هذه المرحلة أن يغيّر الهيكلية كلّياً، ويشرح الأمر لـ"ومضة" بالقول: "لم أكن أدرك أنّ عليّ تحفيز الفريق باستمرار، فكثرة السفر منعتني من ملاحظة المشاكل، كما أنّه لم يكن لدينا مؤشرات أداء رئيسية KPIs ما منع ظهور أيّ إشارات".
كبدايةٍ لهذا التغيير، وظّف مدرّباً على الشؤون الحياتية لمساعدته في إعادة ترتيب رؤيته وتدريبه على الذكاء العاطفيّ.
وذلك لأنّه لم يكن يريد أن يفقد رباطة الجأش، على حدّ قوله، "فقد كنتُ تحت ضغطٍ شديد إذ عليّ ان أدفع الرواتب والنفقات في حين أنّني أحتاج إلى المال النقديّ".
بعد ذلك اعتمد سكيم طريقة "سكروم" Scrum، وهي طريقة إدارية مرنة صُمِّمَت أساساً كبرمجيةٍ إداريةٍ باتت الآن تنتشر في أماكن العمل على نطاقٍ أوسع.
بدأ بإزالة المناصب وحثّ الفريق على العمل أفقياً (أنظر إلى طريقتَي "هولاكراسي" Holacracy أو "أجايل" Agile - وهما نظامان استُخدِما سابقاً لإدارة سير عمل شركات البرمجيات). أصبح الفريق يعقد اجتماعاتٍ سريعةً لمدّة 15 دقيقة كلّ يوم، يتمّ خلالها عرض قوائم المهامّ على شكل مرئيّات، ومن ثمّ يبدأ الفريق بمعالجة مشروعٍ واحدٍ من خلال برامج سريعة النتائج sprints.
"لقد استغنينا عن الكثير من الأمور في عملياتنا، واستطعتُ الحصول على عددٍ من المشاريع في الوقت الذي كنتُ أحاول فيه أن أنقذ الأعمال وأخفض التكاليف،" يقول سكيم.
بعد ذلك، فعل الأمر نفسه مع "رييجو".
وخلال حديثه مع "ومضة" عن نظام الريّ، يشير إلى أنّه "بهذه الطريقة استطعنا الانتهاء من النموذج الأوّليّ. لقد فعلنا أكثر من مجرّد تقديم المنتَج، فقد أصبحنا الآن نقدّم استشاراتٍ زراعية، كما حصلنا على مشروعٍ صغيرٍ خلال هذه العملية".
والآن في حين يتمّ احتضان "رييجو" في "المركز اللبناني البريطاني للتبادل التقني" UK Lebanon Tech Hub، يسعى سكيم إلى جمع المال من أجل شركته الناشئة الثانية هذه.
0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire